” لا أرغب في الذهاب إلى المدرسة غدا!” تلك هي الجملة التي ستخيف أية أم تسمعها من طفلة لها لم تكمل عامها التاسع. إنه السبت؛ اليوم المنذر بانتهاء عطلة الأسبوع وببدء العودة إلى العمل وإلى المدارس. عادة ما يحلو لي أن أنعت يوم الأحد بـ” يوم العقبة الشاقة”؛ فالعودة إلى مشاغلنا بعد يومي العطلة الأسبوعية بما فيهما من الراحة والاستمتاع بالحياة، حال سكونها، هي أمر ليس بالسهل أبدا. غير أن الأمر هذه المرة مختلف قليلا. فقد حظيت وابنتي لاما ذات التسعة أعوام بيوم عطلة بهيج أصبحنا بعده في قمة الخمول والارهاق.
قررنا الخروج. وذهبنا، أولا، لحضور حفلة لرقص الباليه في مسرح قوس قزح. فابنتي تمارس الرقص ضمن فرقة الأطفال الوطنية للباليه. ولذلك غالبا من نُدعى إلى العروض التي يقيمونها. آه! كم أحب هذا الامتياز الذي نحظى به لقاء عضوية ابنتي! لم ينتهِ العرض إلا ونحن نشتهي وجبة تطفئ جوعنا. انطلقنا لتناول العشاء في مطعم لم يمضِ على افتتاحه غير أسبوع. والشيق أنه مطعم ذو امتياز دولي؛ يقع مبناه الأنيق في المنطقة رقم 2 من المدينة، ويدعى هذا المكان بمربع بيت بوس.
لا تخطيء العين أن كل هذه المنطقة قد جددت. لقد أصبحت، فعلا، منطقة التسالي؛ فكل شيء تتمنينه تجدينه على بعد دقائق من المكان الذي أنتِ فيه. فثمة المطاعم، والمتنزهات، ودار السينما، والمسرح. يا إلهي! ما أجمل تلك الحوانيت التي تصطف في المكان مشكلة حلقة تتزين بكافة الماركات العالمية الشهيرة! وبينما كنت أرشف عصير الليمون منتظرة أن تجهز الشطيرة التي طلبتها، وقعت عيناي على لوحة الكترونية كبيرة في الجهة المقابلة من المربع. حاولت من موقعي في تلك الشرفة التي كنا جالستين فيها أنْ أدقق النظر في تفاصيل الشاشة، لكنّ النافورة الكبيرة ذات الامتدادات العالية في قذف الماء كانت تحجب عني أجزاء من اللوحة. ومع ذلك، فقد كنت لست في حاجة إلى أن أعرف أن هنالك فيديوهات تعرض عن ثورة 2011م. إنها الذكرى العاشرة! وفي طريقنا إلى السيارة حاولت أن أعرف ما يدور في ذهن لاما.