لم تحقق عملية السلام بشأن اليمن حتى الآن الحل السياسي الذي ينتظره الكثير من اليمنيين على مدى السبع سنوات الماضية، وذلك على أمل استعادة الأمن في بلادهم، وتمكينهم من العودة لحياة كريمة يعتمدون فيها على أنفسهم. أشار الخبراء لسنوات لضعف الإطار العام لعملية السلام، وقد انتقد الأكاديميون -لفترة أطول- المنطق الكامن وراء عمليات السلام كتلك التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن. يعتبر بناء السلام وصنعه من الممارسات المعقدة التي لا يمكن اختزالها في عملية خطية ذات هدف نهائي محدد بدقة. بدلاً عن ذلك، فإن بناء السلام أمرٌ فوضوي، ويتطلب مقاربات مرنة وخلاقة.
مع مشروع كاليدوسكوب، نريد أن نجري نقاشات حول السلام خارج الأطر الرسمية لعملية السلام. ولكن الحقيقة هي أن أي حديث عن السلام اليوم في اليمن من المحتم أن يكون صعباً، فالسرديات عن “السلام” التي تروج لها المبادرات الدبلوماسية الغربية ونشاط الحركات الأوروبية والأمريكية المناهضة للحرب -والمستندة في مجملها على أجندة ومشاريع ومصالح مختلفة- تتقاطع مع عملية إعادة تفاوض يمنية حول معنى الدولة والأمة. فمصطلح “السلام” يتم تعريفه -من قبل مختلف المشاركين في هذا النقاش-، بمعانٍ مختلفة ومتضاربة في كثير من الأحيان.
أنشئ المركز اليمني للسياسات بالتشارك مع مجلته الثقافية “المدنية” مساحة يمكن من خلالها مناقشة الآراء ووجهات النظر المختلفة بطريقة إبداعية وهي: كاليدوسكوب. ضمن مساحة كاليدوسكوب، بحثنا عن مصدر لاستلهام نقاشات عن السلام خارج نطاق هذه السرديات. وعلى عكس المقاربات التقليدية، فإن كاليدوسكوب أوجد مساحة لمجموعة متنوعة من أشكال العمل الإبداعي مما سمح للأفكار بالازدهار بدون حصرها ببعض معايير الصحافة والأوساط الأكاديمية المقيدة في بعض الأحيان. لم يسمح هذا المزيج من الأعمال الإبداعية للأصوات المتنوعة بالمشاركة في كاليدوسكوب فحسب، بل أتاح للخيال بتشكيل بعض محتوياته. وفي حين أن المواد المنتجة في كاليدوسكوب متجذرة في وقائع الحرب اليومية، إلا أنه مع تطور كاليدوسكوب أكثر أصبحت القصص خيالية، ولم يعد “الواقع” هو المقياس الوحيد. العديد من المشاركات على كاليدوسكوب (كما هو موضح أدناه) تظهر كيف يتعاطى اليمنيون مع الصدمات والتشافي والصمود والتمكين.
نقدٌ لمفهوم السلام
انتقد مساهمون في مشروع كاليدوسكوب مفهوم “السلام” الذي يشكل أساس المناقشات عن الحرب في اليمن. وهذا لا يلقي الضوء فقط على الحاجة إلى نقاش حول السلام ومستقبل البلاد، ولكنه يفتح أيضاً آفاقاً جديدة لمثل هذا النقاش. إن الاستنتاج الأساسي من هذه المساهمات هو أن هناك حاجة لفهم أكثر دقة لمفهوم “السلام”. فيما يتعلق بـ”السلام الوطني” بين الأطراف المتصارعة، فقد أشار المشاركون إلى أن مفاهيم السلام لا تزال غامضة، وبالتالي فإن المناقشات حتى الآن حول كيفية تحقيق السلام في اليمن غير واقعية ومنفصلة عن الواقع ولا تضع في الاعتبار بشكل كامل الشروط الموضوعية للسلام.
آظهر كاليدوسكوب أن فهم “السلام” -حيث يستخدم هذا المصطلح بشكل أساسي وغير حصري بالجهات الفاعلة الغير اليمنية- يستند إلى تصور خاطئ وغالباً ما يكون مبسطاً للصراع اليمني. والمبرر هو أن تصورات معينة للحرب في اليمن تتكرر مثل اللازمات في وسائل الإعلام بالرغم من أنها لا تتوافق مع الحقائق على الأرض. هذه السرديات لا تؤدي إلى تصورات خاطئة عن أطراف الصراع اليمني فحسب، وإنما تؤدي أيضاً إلى تعطيل قدرة المجتمع اليمني على التصرف. في الوقت نفسه، تكشف نقاشات مع المجتمع اليمني في جميع أنحاء البلاد أن هناك فقرٌ في الخيال فيما يتعلق بالشكل الذي يمكن أن يبدو عليه حل سياسي شامل ومتوافق مع احتياجات الناس، ولكنه في نفس الوقت يأخذ في الاعتبار ديناميكات السلطة في اليمن.
لتغيير منظورنا، ينبغي للمناقشات حول السلام في اليمن أن تعترف -من ناحية- بالظروف على الأرض. ومن ناحية أخرى، يجب ألا تبدأ المناقشات وتنتهي حول كيفية تحقيق السلام في اليمن مع أطراف الصراع فقط. عوضاً عن ذلك، يجب أن تبدأ من وقائع الحياة للشعب اليمني. يوصف “السلام” داخل المجتمعات المحلية اليمنية باعتباره حالة يمكن أن يتحرر فيها أفراد المجتمع من خوف التعرض للأذى الجسدي وأن يكون الناس قادرون على متابعة أعمالهم مقابل راتب يضمن رعايتهم لأسرهم. ويشمل ذلك حرية السكان في التنقل دون القيود التي تفرضها حواجز الطرق العسكرية والذهاب إلى العمل دون خوف. وصف المستجيبون فقدان دخلهم وفقدان الوظائف التي تمرسوا فيها طوال حياتهم، والصدمة التي سببتها الحرب باعتبارها العواقب الرئيسية للحرب على المجتمعات*.
أشار أحد المساهمين بأن اليمن لا يمكن أن يحقق سلاماً مستداماً إذا لم يتم إعطاء الأولوية لإعادة بناء البنية التحتية. مقاربات أخرى شملت الدعوة إلى تنمية ريفية، حيث يتم تجنيد أعداد كبيرة من مقاتلي أطراف الصراع في المناطق الريفية الغير متطورة. وقد تم تسليط الضوء على إعادة بناء قطاع الزراعة في البلاد كضرورة لكيلا تتكرر أخطاء الماضي التي تسببت في اعتماد اليمن على الواردات الغذائية.
الصورة الإعلامية المشوهة لليمن
تتشكل سردية الحرب والسلام أيضاً من خلال التغطية الإعلامية الغربية لليمن. في إحدى فعالياتنا النقاشية، أشار خبراء يمنيون بأن الصحافة الدولية ركزت بشكل أساسي على دور السعودية في الصراع، مما خلق تصوراً بأن الحرب من الممكن أن تنتهي إذا ما انسحبت السعودية. لكن هذا يسيء فهم دور الحوثيين في الصراع. هذه التغطية الإعلامية والحملات المناهضة للحرب- والتي تستهدف بشكل أساسي بيع الأسلحة الأوروبية والأمريكية للسعودية-تؤثر على بعضها البعض وتعزز التركيز على الدور السعودي في الحرب فقط، بينما النساء والناشطون الذين يفقدون حريتهم في التعبير ويعانون من انتهاكات حقوق الإنسان في المساحات العامة من قبل الحوثيين -في مقابل الانتهاكات السعودية- نادراً ما يتم ذكرهم في هذا النقاش.
علاوة على ذلك، ينتقد المشاركون في كاليدوسكوب الطريقة التي يتم بها تصوير المجتمع اليمني باعتباره ضحية، في حين يتم تجاهل غنى التاريخ والثقافة لهذا البلد، فضلاً عن الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل المجتمع اليمني. ينعكس منظور “الضحية” هذا أيضًا في المواد التي تستخدمها المنظمات الإنسانية لجمع الأموال لحملاتها. إن تصوير شعب يمني فقير وأطفال يتضورون جوعاً ينتهك كرامة الشعب اليمني.
لتغيير منظورنا، تبرز المساهمات في كاليدوسكوب القضايا التي تعتبر أساسية لفهم المجتمع اليمني، والتي غالباً ما يتم تجاهلها من قبل المراقبين الدوليين. يرتبط هذا -على سبيل المثال- بنظام الطبقات الاجتماعية أو النظام الطبقي الذي يواصل تشكيل المجتمع اليمني حتى اليوم. هذا النظام يعتبر أساس لمطالبة الحوثيين بالسلطة، وبالتالي فهو بعد اجتماعي أساسي للصراع. في مقال لمجلة المدنية، تم توضيح هذه الطبقية من خلال مناقشة رواية يمنية. يوضح الكاتب بأن سرد الرواية يكشف عن استمرار النظام الطبقي ليومنا هذا، على الرغم من الانتفاضات المجتمعية السابقة التي سعت إلى إلغاء هذه التصنيفات الاجتماعية. هذا النظام تم تناوله أيضا في حلقة بودكاست كاليدوسكوب، حيث تحدث في هذه الحلقة أحد المشتغلين بالثقافة عن كيفية إدراكه لهذا الخيط المشترك في التاريخ اليمني خلال عمله في رقمنة التراث الثقافي. إن نقاشاً أكثر تحديداً حول الحرب وكيفية إنهاءها سيتطلب فهماً أفضل للمجتمع اليمني.
الإعلام اليمني.. سيف ذو حدين
كما تناولت المساهمات في كاليدوسكوب دور الإعلام اليمني. فأصوات ناقدة تشير إلى حرية تعبير محدودة وكيف أضحت وسائل الإعلام اليمنية أداة في يد أطراف الصراع. يتناول أحد المقالات السرديات الإعلامية في مناطق الحوثيين ويظهر مدى نجاح وسائل الإعلام في التأثير على الرأي العام. إحدى المساهمات على المدنية تظهر كيف يخدم التحريض الذي يتم الترويج له أطراف الصراع وكيف يفرق بين الناس في اليمن.
حتى أشكال التعبير التقليدية مثل الزامل -وهو شكل من أشكال الشعر الأدائي الذي ينتمي للثقافة القبلية اليمنية– أصبحت مكرسة لأطراف الصراع وتساهم في قرع طبول الحرب. يتم قمع حرية التعبير في الإعلام والموسيقى والفن في جميع أنحاء البلاد، كما كان الحال مع موسيقى الراب الناشئة في البلد والتي اختفت حالما بدأت الحرب.
لتغيير منظورنا، يجب ألا نحكم على الإعلام اليمني ككل. لقد تطورت المدنية لتصبح بنفسها حيزاً إعلاميا يثبت الإمكانيات التصالحية لوسائل الإعلام في اليمن. تظهر مساهمات كاليدوسكوب جانباً لليمن يرتبط به اليمنيون من أصول مختلفة: حكايات عن التاريخ اليمني القديم، عظمة الماضي، والجذور المشتركة للمجتمع اليمني. تشير هذه المساهمات إلى شعور اليمنيين بالاعتزاز بتاريخهم وثقافتهم.
تم تسليط الضوء على دور المحطات الإذاعية المحلية بشكل إيجابي تحديداً، سواء من خلال دراسة عن تطور الإذاعة المحلية في اليمن، ومن خلال حلقة بودكاست ناقشت فيها مذيعات بالإذاعة تجربتهن في العمل الإذاعي. يوضح هذا كيف يمكن للإذاعة المحلية الوصول إلى الناس مباشرة، وبالتالي إنشاء مساحة مشتركة للتبادل الإيجابي وتقاسم الخبرة. وقد تجلى ذلك -على سبيل المثال- من خلال قصة مذيعة إذاعية في حضرموت تستخدم برنامجها لدعم النساء في تأكيد مصالحهن أمام الدولة.
بطريقة مماثلة، يوضح مثال آخر ضمن المشروع كيف يتعامل اليمنيون مع الحياة اليومية القاسية للحرب بطريقة لا تسهم فقط في التغلب على الصدمات بل توحد المجتمعات مع بعضها البعض من خلال الفكاهة وفيديوهات اليوتيوب. فقد تم تأليف أغنية مستوحاة من أغنية “بيبي شارك” الشهيرة تسخر من أزمة نقص غاز الطبخ والطريقة التي يؤثر بها على الحياة اليومية، بطريقة توحد الناس رغم الاختلافات السياسية، والمذهبية والمناطقية. تظهر مساهمات في كاليدوسكوب أيضاً كيف يسعى الناس بشكل إيجابي في سياق الحرب لتحسين صحتهم النفسية من خلال تعلم وإتقان عزف الآلات الموسيقية وكذا التعامل مع وسائل الإعلام الحديثة.
يُظهر كاليدوسكوب نفسه كيف تصنع القصص التي يتم سردها من خلال الرواية أو وسائل الإعلام الحديثة مساحة يمكن للقراء من خلالها إما تجربة أو الهروب من واقعهم الوحشي والصادم في نفس الوقت. تُظهر القصص التي يتم روايتها في كاليدوسكوب كيف يمكن لعالم الخيال هذا أن يعطي دوافع للتغيير الاجتماعي.
المرأة والنظام الأبوي
تروي العديد من المساهمات في كاليدوسكوب بطرق مباشرة وغير مباشرة تجارب النساء في النظام الأبوي في اليمن. وتظهر كيف تتأثر المرأة ببنى المجتمع العنيفة. تتوق العديد من النساء اليمنيات إلى المساهمة اقتصاديًا وسياسيًا، لكنهن مقيدات بالأعراف الاجتماعية والعنف القائم على النوع الاجتماعي. شاركت النساء قصصًا في فضاء كاليدوسكوب حول كيفية اضطرارهن إلى تقديم تضحيات كبيرة حتى يتمكن من الحصول على عمل .خبرتنا إحدى النساء أنها دربت عشرات النساء على ريادة الأعمال، لكن العديد من النساء أغلقن أعمالهن بسبب أشكال العنف المختلفة التي تعرضن لها. يتجلى ذلك بشكل أفضل في القصة الملهمة “حافلة وآمال“، حيث تلهم المرأة التي تتجرأ على تجاوز هذه التقاليد امرأة أخرى لتحقيق أحلامها.
ومع ذلك، غالباً ما تفتقر مشاريع التمكين التقليدية إلى نهج شامل، وتنسى أن النساء بحاجة أولاً لتمكين أنفسهن وتحرير وعيهن من قيود المجتمع. في ضوء ذلك يجادل البعض بأن خطاب المجتمع الدولي فيما يتعلق بحقوق المرأة وإدماجها في السياسة يفتقر للمصداقية. وذلك لأن المجتمع الدولي لا يدمج شروط نظام حديث وديمقراطي في مقاربته لصنع السلام في اليمن. وعوضاً عن ذلك، يناقش الكتاب أن المجتمع الدولي يخشى إدانة انقلاب الحوثيين وسياساتهم المعادية للمرأة وجرائم حقوق الإنسان.
لتغيير منظورنا، نحتاج إلى الاعتراف بأن تمكين المرأة الحقيقي هو مفتاح نحو السلام في اليمن. ليس بالضرورة لأن النساء هن أفضل صانعي السلام، ولكن لأن القضاء على العنف البنيوي القائم على النوع الاجتماعي يدل على عدم وجود أشكال أخرى من العنف. لقد زعزعت الحرب نفسها بعض أسس الأعراف الاجتماعية في اليمن. تسلط قصة على موقع مجلة المدنية الضوء بشكل إبداعي على التناقضات بين الاحتياجات التي يصنعها الفقر بين النساء والأعراف المحافظة في البلاد. من خلال القيام بذلك، تهدف المؤلفة إلى إظهار كيف تتآكل المعايير بسبب الأزمة الإنسانية.
تسعى المدنية إلى كسر البُنى الأبوية في الأدب اليمني من خلال خلق مساحة للأدب من قبل النساء وعنهن، كمساحة للتمكين الذاتي. تظهر مساهمات المشروع المرأة اليمنية من منظور جديد. على سبيل المثال، تم تسليط الضوء على التحديات اليومية التي تواجهها النساء في الريف، وكذلك الأفكار المشاعر ذات الصلة بالرومنسية-وهي مواضيع تهملها منصات الإعلام الرسمية في اليمن والخطاب الغربي حول البلاد. تتيح لنا المساهمات رؤية النساء باعتبارهن صانعات المجتمع، كما هن كذلك بالفعل.
شارك ناشطون يمنيون ضمن كاليدوسكوب أن شكل القصة الخيالية والمصورة مثالي لإيصال قصص العنف ضد المرأة للجمهور، وهذا بسبب أنهم عانوا من حقيقة أن الصحف نادرا ما تنشر قصصا حقيقية عن العنف ضد المرأة وأن منظمات المجتمع المدني تستجيب للقصص الواقعية بقليل من التعاطف. وعلى وجه الخصوص، تعد قصة “ناجية” التي تعاني من إصابات دائمة نتيجة انفجار لغم تذكيراً بالتحديات اليومية التي تواجهها النساء، مثل الاضطرار إلى السير إلى مكب النفايات أو إلى بئر عبر حقل ألغام. على المستوى المحلي، تحتل النساء موقع الصدارة في جهود الوساطة والتهدئة لتحسين الحياة اليومية للمجتمع. استكشفت إحدى المساهمات شبكة نسوية تسعى لحماية النساء الناشطات مجتمعياً، وبالتالي سد فجوة مهمة لأنه لا الدولة ولا آليات الحماية التقليدية فعالة.
لا ثقة في مؤسسات الدولة
يظهر المحتوى على كاليدوسكوب مدى تدني ثقة اليمنيين في المؤسسات الرسمية لا سيما في مؤسسات الدولة اليمنية. هذا التدني في الثقة له أسباب مختلفة، وأحدها هو أن مؤسسات الدولة غالباً ما تكون ضعيفة ولا يمكنها دائماً فرض نفسها في المجتمع المسلح للبلاد. على سبيل المثال، تصف إحدى كاتبات المدنية كيف أن النساء اللواتي منحتهن المحكمة حق حضانة أطفالهن لا يمكن أن يفترضن أن هذا القرار سينفذ. ويحكي المقال قصص نساء تعرض أطفالهن للاختطاف من قبل آباءهم بعد قرار المحكمة. يتجلى أيضا ضعف مؤسسات الدولة في مساهمة بحثية وحلقة بودكاست حول صمود الشرطة على المستوى المحلي، إذ أنه في كثير من الأحيان لا تستطيع الشرطة فرض نفسها ضد الجماعات المسلحة. وبالمثل، تنتقد المساهمات انتشار الفساد بينما يبني موظفو الدولة الفلل لأنفسهم يجلس السكان في الظلام بلا طعام أو دواء أو ماء.
لتغيير منظورنا، لنتذكر أن اليمنيين يريدون مؤسسات دولة عاملة وبأنهم يأملون في مزيد من الأمن والاستقرار. يتم التعبير عن هذه الرغبة من خلال مساهمات المجتمع والقطاع الخاص للحفاظ على عمل المؤسسات المحلية. أظهرت الأبحاث حول صمود الشرطة على المستوى المحلي ومقالات الرأي حول الفساد في البلاد الحاجة إلى مناقشة دقيقة حول الفساد. وهذا لأنه يجب أن يكون هناك تمييز أكثر وضوحاً بين أشكال الفساد البناءة والمدمرة، ولهذا السبب وقبل كل شيء، يجب تعزيز الشفافية. تُظهر الشبكات غير الرسمية التي تتولى الآن وظائف الدولة الخدمات التي يرغب اليمنيون في رؤيتها تتجلى في الدولة و/أو حيث ما زالت هناك فجوات، مثل توفير حماية للمرأة.
* أجرى المركز اليمني للسياسات مقابلات رسمية مع 30 باحثًا يمنيًا ليسوا فقط على اتصال جيد داخل مجتمعاتهم، ولكن أيضًا، بسبب عملهم، يناقشون بشكل متكرر مسائل ذات صلة اجتماعية وسياسية.
وزارة خارجية ألمانيا الاتحادية
التحرير: مرايكا ترانسفيلد
محررو النسخة: جاتيندر بادا
فاطمة صالح (العربية)
أحمد الهجري