اختتمت الشهر الماضي المشاورات اليمنية-اليمنية بوساطة مجلس التعاون الخليجي في الرياض بالمملكة العربية السعودية. تحدثنا مع المحلل السياسي الإماراتي البارز محمد باهارون للحصول على نظرة أعمق تبصرًا.
- ماذا كانت أهداف ومبررات مجلس التعاون الخليجي للمشاورات اليمنية-اليمنية الأخيرة في الرياض؟
المحادثات هي استمرار للمبادرة الخليجية التي دعمت الحوار الوطني (2013-2014)، ولا تزال تحافظ على نفس الأهداف لتوفير منبرٍ لليمنيين للحديث عن شؤونهم الحالية والمستقبلية، وكذلك الاتفاق على الحد الأدنى من القواسم المشتركة. وفي الوقت نفسه، أكدت المحادثات أيضًا أن استقرار اليمن يُنظر إليه في سياق شبه الجزيرة العربية واستمرار التكامل مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي كان أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي عام 2011. ومن المهم أن المحادثات جرت في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، مما يجعلها مبادرة خليجية وليست مبادرة لدول مجلس التعاون الخليجي فقط.
- كيف يتناسب الدور الحالي البارز لمجلس التعاون الخليجي مع دوره منذ بداية الصراع؟ هل يمثِّل تحولًا؟
إنه استمرار لِمَا بدأه مجلس التعاون الخليجي في عام 2012. وتستند دعوة الحوثيين للانضمام إلى المحادثات إلى مبدأ أن الحوثيين جزءٌ من النسيج اليمني، وهو أمرٌ تمسَّك به التحالف، لم يكن الموقف من الحوثيين، بل من أفعالهم.
- ما هي الأشياء الرئيسية التي تجعل علاقة دول مجلس التعاون الخليجي مع اليمن مهمة للغاية؟
يشكِّل اليمن الجزء الأكبر من جنوب شبه الجزيرة العربية، ومن الناحية الإستراتيجية، فهو منفذ دول مجلس التعاون الخليجي (إلى جانب عُمان والإمارات العربية المتحدة) إلى اتصال المحيطين الهندي والهادئ. إن الروابط العرقية والقبلية والثقافية مع دول مجلس التعاون الخليجي قوية للغاية.
- كمؤسسة، كيف ترى قدرة دول مجلس التعاون الخليجي على استضافة أو تسهيل المحادثات مع الحوثيين؟
دول مجلس التعاون الخليجي هي الأفضل تجهيزًا؛ قدمت المشاورات الفعلية التي تمت دليلًا على ذلك، وبلغ عدد المشاركين نحو 700 شخص، وهو عدد يفوق عدد الذين شاركوا في الحوار الوطني في اليمن. كان التمثيل، باستثناء الحوثيين، مثيرًا للإعجاب للغاية، وكانت شمولية الاجتماع أكثر نجاحًا بكثيرٍ من أي شيء تم تجربته منذ الحرب. فيما يتعلق بالقدرات، فقد شاركت دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن على مر السنين، ولديها القدرة الفنية والخبرة المتراكمة للتعامل مع اليمن، أكثر من أي منظمة دولية أخرى.
- ما هي توقعاتك لمستقبل دور مجلس التعاون الخليجي في الجهود الدبلوماسية المتعلقة باليمن، لا سيما فيما يتعلق بالعملية الأوسع التي تقودها الأمم المتحدة؟
إن مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من جذورها التاريخية التي تعود إلى ما قبل عملية الأمم المتحدة، تشترك في نفس الأهداف وتعمل جنبًا إلى جنب. كان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، وكذلك مبعوثا الولايات المتحدة والسويد حاضرين، وقد التقوا بالمشاركين، ولا يوجد صراعٌ بينهما. على الأرجح، تتمتع مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بميزة ترسيخ العملية في الأهداف المشتركة للمنطقة، ويمكن أن تطيل عمرها.
أما بالنسبة إلى المستقبل، فلم يسبق وأن تم اتخاذ مثل هذا القدر من الخطوات منذ بداية الحرب. وفيما يتعلق بالكثير من القضايا الداخلية، فقد حققت على الأقل حدًّا أدنى من القواسم المشتركة التي تسمح لمختلف الشركاء باستعادة الثقة وإعادة بناء العلاقات. يجب أن يوفر هذا أساسًا كافيًا لمعالجة بعض القضايا الشائكة، مثل شكل الدولة اليمنية، ومصدر الشرعية، والإصلاح الأمني.
محمد باهارون هو محلل سياسي، ومدير عام مركز أبحاث السياسة العامة المستقل «بوث»، الذي تأسس في دبي بالإمارات العربية المتحدة، ويركز على الشؤون الدولية والجيواستراتيجية، ودراسات السياسة العامة، وأبحاث الرأي العام.
آدم بارون كاتب ومحلل سياسي، أقام في اليمن من عام 2011 إلى 2014، وهو أيضًا عضو مجلس إدارة المركز اليمني للسياسات.
إخلاء للمسؤولية: وجهات النظر والآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين، ولا تعكس بالضرورة تلك الخاصة بالمركز اليمني للسياسات أو الجهات المانحة له.
جاتندر بادا
إيناس التركي (العربية)
أحمد الهجري